ربما يجب علي أن اذكر أشخاصا
تركوا أثرا في حياتي ، فهناك من ترك أثرا سلبي وهم كثيرون ولكني تجاهلت ذلك وبقوة
وكأن شيئا لم يكن ، وهناك من ترك بداخلي ذكريات لا تُنسى أراها حولي في كل مكان
ولا أستطيع التهرب منها ...
في
يوم ما علمتُ أن لي اخ ليس من دمي ولكنه أخي في الرضاعة وايضا جاري (محمد ) ، لم
نكن نعلم ذلك الا أن أصبحنا في المرحلة الاعدادية أخبرتني أمي صدفة واتذكر انني
داعبتهم بالقول ( افرضوا يعني كننا حبينا بعض واحنا صغيرين كان هيحصل ايه دلوقتي ) :)
وشعرت بالسعاده لأن أصبح لي أخاً جديداً .....
محمد
له أخت تكبره بعامين (غادة) كما أن لدي أخي يسبقني أيضا بعامين (ايهاب) ، نشأنا
معا كالأخوة بمعنى الكلمة :)
ربما
لم أكن على قرب بأقاربي هكذا ، أتذكر جيدا 20 عاماً بتفاصيلها ولكني لا أريد أن
أسرد تفاصيلها هنا !
ومنذ
أكثر من عام وجب عليهم الرحيل وترك هذا المنزل ، في البداية شعرت باختناق شديد وافتقدت وجودهم معنا ولكن تعودت شيئا فشيئا ثم أصبحت لا أشعر ببعدهم كثيرا فكان محمد دائما يسافر الى كليته و يأتي في اخر الأسبوع وكان يقضي معظم أوقاته في البيت
القديم ( كان دايما بيقول هتجوز في الشقة دي ) :)
ربما
لم أكن أعلم حكمة ربنا في ذلك فهذه السنة خففت عنا الكثير فيما بعد ......
وبعد أحداث الثورة بسنة وفي ظل الانفلات الأمني .....
ذات يوم استيقظت على ذلك الخبر (محمد البلطجية ضربوه بالرصاص ) وبعد معاناه ثلاثة أيام في المستشفى توفى محمد "ونحتسبه عند الله شهيداً " تاركا لنا أجمل الذكريات حولنا في كل مكان ولكني مازلت أشعر أنه مسافرا وسيأتي يوما ما كعادته :)
(مش هنسى ابدا موقف كان بيتكرر شبه يوميا لما كننا أطفال الا أن دخلنا الكلية
لما كننا بنسهر احنا الأربعة في البلكونات قدام بعض للفجر وبابا و عمو يصحو على
صوت ضحكنا و يجبرونا ننام ونسمع كلامهم لحد ما يناموا و بعدين نصفر لبعض من
البالكونات ، ومكنش يحلى الأكل الا في الوقت ده و غادة تعمل مكرونة في البالكونة
علشان مافيش حد يصحى و يأفشها وأنا أعمل البطاطس وساعات نعمل فراخ أو لحمة مفرومة ونخلص على كل الأكل في البيت عادي مش مهم :D )
ربنا يرحمك يا محمد ويسكنك فسيح جناته ويجمعنا بيك في الجنة ، لن ننساك ابداً :)
هناك تعليقان (2):
ربنا يرحمه و يجعل مثواه الجنة يا آثار :)
إنما تعالى هنا .. إسلوبك تحفة بجد .. نورتى عالم التدوين يا ثو :*
آمييين يارب :)
إرسال تعليق